Super Mario 3D All Stars 2020
أعلنت Nintendo عن Super Mario 3D All Stars خلال فعالية الذكرى الخامسة والثلاثين لسلسلة Super Mario، وجاء الإعلان ليُرضي تطلعات محبي السلسلة، إذ جُمعت ثلاث من أكثر ألعاب ماريو شهرة Mario 64 وMario Sunshine وMario Galaxy — في حزمة واحدة لأول مرة على جهاز Nintendo Switch. كانت الفكرة بمثابة تحقيق حلم طالما راود عشاق السلسلة، وبدت وكأنها خطوة لا يمكن أن تخطئ.
لكن ما بدا وكأنه مشروع مضمون النجاح، انقلب سريعًا إلى محور انتقادات حادة. فعند الإعلان الرسمي، أرفقت Nintendo ملاحظة مثيرة للجدل تفيد بأن اللعبة ستكون متاحة لفترة زمنية محدودة فقط، إذ خُطط لطرحها في الثامن عشر من سبتمبر 2020، مع إنهاء التوفر الرقمي والفيزيائي في الحادي والثلاثين من مارس 2021.
هذه الخطوة لم تلقَ ترحيبًا، بل فجّرت موجة غضب بين الجمهور، وانهالت الاتهامات على Nintendo باتباع استراتيجية تسويقية تُعتبر عدائية للمستهلك. فاختيار فترة محدودة لتوفير اللعبة أثار شكوكًا حول نوايا الشركة، واعتبر كثيرون أن الغرض الحقيقي لم يكن سوى خلق شعور مصطنع بالندرة لتحفيز المبيعات خلال فترة الإصدار الأولى.
في محاولة لتبرير الموقف، صرح Doug Bowser رئيس Nintendo America أن الطرح المؤقت جاء كطريقة احتفالية خاصة بالذكرى الخامسة والثلاثين للسلسلة، لكنه لم يفلح في تهدئة موجة الانتقادات التي وُجهت إلى الشركة بسبب هذا القرار.
Metal Gear Survive 2018
تُعد سلسلة Metal Gear واحدة من أعمدة ألعاب التسلل والمغامرة في تاريخ صناعة الألعاب، وقد بدأت تحولها الجوهري مع إصدار Metal Gear Solid على جهاز PlayStation في عام 1998، حيث أحدث هذا الجزء ثورة في تصميم الألعاب وترسيخ مفاهيم جديدة في أسلوب السرد والتجربة السينمائية.
وكان Hideo Kojima هو العقل المدبر وراء السلسلة، إذ تولّى الإشراف الكامل على كل جزء منها، حتى عام 2015 حين أنهى العمل على Metal Gear Solid V The Phantom Pain وغادر شركة Konami، تاركًا وراءه إرثًا ضخمًا وفراغًا إبداعيًا لم يكن من السهل ملؤه.
وبعد عام واحد فقط، وفي خطوة بدت أشبه بمحاولة يائسة للإبقاء على اسم السلسلة حيًا، أعلنت Konami عن مشروع جديد بعنوان Metal Gear Survive، وهو تحوّل مفاجئ نحو لعبة بقاء ضد الزومبي في بيئة تعاونية متعددة اللاعبين، بأسلوب يُذكّر بألعاب مثل Resident Evil وDead Island.
هذا التحول الجذري في نغمة وأسلوب السلسلة الأصلية أثار موجة من الاستهجان والسخرية من قِبل جمهور اللاعبين والنقاد، الذين لم يجدوا أي صلة بين ما اعتادوه من محتوى سياسي متقن وغامض في السلسلة وبين هذا التوجه الجديد.
حتى Hideo Kojima لم يتردد في التعبير عن رأيه، حيث صرّح خلال معرض Tokyo Game Show 2016 أن لا علاقة له بالعنوان الجديد، مؤكدًا أن Metal Gear لطالما كانت تدور حول التجسس السياسي، لا صراعات البقاء مع الزومبي.
Pong Toss Frat Party Games 2008
على الرغم من أن جهاز Nintendo Wii لم يستمر طويلًا في الأسواق، حيث توقف بيعه بعد خمس سنوات فقط من إطلاقه، إلا أن تجربته التفاعلية تركت أثرًا دائمًا لدى ملايين اللاعبين الذين خاضوا مغامراته في الوقت المناسب. فقد تميز Wii بأسلوب لعب يعتمد على التفاعل الحركي، وحرص المطورون على تقديم ألعاب تحاكي أنشطة واقعية مثل الرماية والمبارزة والرياضات الجماعية، مما جعل منه منصة مثالية للعائلات والتجمعات.
لكن هذا الطابع العائلي لم يكن حاضرًا في ذهن جميع المطورين، إذ جاء استوديو JV Games في عام 2008 ليعلن عن لعبة بعنوان Beer Pong Frat Party Games، وهي لعبة ترفيهية مبنية بالكامل على لعبة الشرب الشهيرة “beer pong”. بدلًا من تقديم نسخة معدلة تناسب جمهور Wii، حافظ المطور على الجانب الكحولي كعنصر محوري، واضعًا أحداث اللعبة في حانة صاخبة يتنافس فيها طلاب جامعيون يرتدون ملابس فاضحة في محاولة ليصبحوا أبطالًا في رياضة البونغ.
ردة الفعل على الإعلان كانت فورية وصادمة، إذ لم يصدق الكثيرون أن اللعبة حقيقية فعلًا. وأمام موجة الاستهجان، اضطر المطور إلى تغيير اسم اللعبة إلى Pong Toss قبل إطلاقها، في محاولة لتخفيف الانتقادات. لكن هذا التغيير جرّ خلفه مفارقة جديدة، إذ حصلت اللعبة على تقييم “E” المناسب لجميع الأعمار بدلًا من “T”، مما زاد من غرابة التناقض بين الشكل الخارجي البريء والمحتوى الفعلي الذي ظل مثيرًا للجدل.
Grand Theft Auto The Trilogy – The Definitive Edition 2021
قد تحمل النسخ المحسنة من الألعاب الكلاسيكية وعودًا كبيرة بإحياء تجارب طالما أحبها اللاعبون، من خلال تحسين الرسوميات، ومعالجة العيوب التقنية، وتقديم أداء أكثر سلاسة، مع إتاحة هذه التجارب لجيل جديد لم يعاصرها من قبل. لكن حين يتم تقديم هذه النسخ بأسلوب سيئ، تتحول سريعًا من فرصة لإعادة الإحياء إلى محاولة تجارية مكشوفة، أو ما هو أسوأ، إلى إهانة لتراث اللعبة.
من أكثر التصرفات التي تثير استياء اللاعبين هي قيام المطور بحذف النسخة الأصلية من المتاجر الرقمية، وإجبار الجميع على اقتناء النسخة المحسنة، بغض النظر عن جودتها أو قابليتها للمقارنة بالأصل. وهذا بالضبط ما فعلته Rockstar في عام 2021 عندما كشفت عن نسختها المحسنة من ثلاثية Grand Theft Auto الكلاسيكية — GTA 3 وVice City وSan Andreas — تحت عنوان The Trilogy – The Definitive Edition.
مع الإعلان عن النسخة الجديدة لأجهزة PS5 وPS4 وXbox Series X|S وXbox One وNintendo Switch ومنصة Rockstar Games Launcher، قامت الشركة بحذف الإصدارات الأصلية من كافة المتاجر الرقمية على الحاسب والكونسول، مما أثار موجة استنكار كبيرة. لم يكن هناك أي ضمان على جودة النسخة الجديدة، وحتى لو كانت ممتازة، فإن قرار منع اللاعبين من الوصول إلى النسخ الأصلية شكّل صدمة، خصوصًا لمن أراد إعادة عيش التجربة الكلاسيكية كما صدرت أول مرة.
رد الفعل الجماهيري لم يتأخر، وانهالت التقييمات السلبية على الثلاثية المحسنة، حتى هبط تقييمها على Metacritic إلى 0.4 من 10، في واحدة من أسوأ ردود الأفعال التي واجهتها Rockstar. وتحت وطأة هذا الغضب، اضطرت الشركة إلى التراجع جزئيًا عن قرارها، وأعادت النسخ الأصلية إلى متجرها الخاص على أجهزة الحاسوب، لكن الضرر كان قد حدث بالفعل، وتراجعت صورة الثلاثية في أذهان الكثيرين من جمهورها.