إعلانات لألعاب فيديو لم يرغب أحد في تصديقها – الجزء الثالث والأخير

Palworld More Than Just Pals 2025

في العام الماضي، أثارت شركة Pocketpair ضجة واسعة عندما كشفت عن عرض دعائي لإصدار جديد من لعبة Palworld، المعروفة بتشابهها مع Pokémon من حيث التركيز على ترويض الكائنات الغريبة والبقاء في بيئة مفتوحة. لكن هذا الإصدار الجديد الذي حمل عنوان Palworld More Than Just Pals لم يكن يشبه أي شيء سابق في السلسلة، إذ تسبب الإعلان بذهول شديد بين المتابعين، بسبب نبرته الغريبة ومحتواه المثير للجدل.

العرض التشويقي الأول قدم ما يشبه “مدرسة أصدقاء” تضم مخلوقات وأشخاصًا يتفاعلون مع بعضهم البعض بطرق وُصفت بـ”الحميمية” والمريبة، مع إمكانية المواعدة واللمس والتفاعل الجسدي في سياق بدا غير مريح تمامًا. وبسبب توقيت الإعلان في الأول من أبريل، ظن الجميع أنه مجرد مزحة بمناسبة كذبة أبريل، على غرار ألعاب فكاهية مثل Sprung التي ظهرت على جهاز Nintendo DS.

لكن مع مرور الوقت، تغيرت الأمور. فقد صدر مؤخرًا عرض دعائي ثانٍ بدا أكثر جدية ووضوحًا، مدعومًا بصفحة رسمية على متجر Steam وتصريحات مباشرة من الحسابات الرسمية للعبة، مما أكد أنها ليست مجرد فكرة ساخرة، بل مشروع فعلي قيد التطوير.

ورغم أن الأسلوب لا يزال مثيرًا للجدل، إلا أن اللعبة تحاول الترويج لنفسها كأكثر من مجرد تجربة مواعدة تقليدية، مع تقديم خيارات مفتوحة تشمل البقاء على علاقة صداقة مع الـ Pals، أو الدخول في علاقات رومانسية، أو حتى – وبشكل صادم – تقطيعهم واستخدامهم كمصدر للغذاء، مما يجعل Palworld More Than Just Pals واحدة من أكثر الألعاب إثارة للحيرة والانقسام في الرأي خلال الفترة الأخيرة.

Diablo Immortal 2022

من بين أكثر الإعلانات إثارة للجدل في تاريخ صناعة ألعاب الفيديو، يبرز إعلان Blizzard عن Diablo Immortal كواحد من أكثر اللحظات التي أثارت غضب الجمهور وخيبة أمله بشكل غير مسبوق.

تعود بداية سلسلة Diablo إلى عام 1997 عندما أطلقت Blizzard الجزء الأول على نظام Windows، تبعته إصدارات على Mac وPlayStation، ومنذ ذلك الوقت أصبحت السلسلة واحدة من أعمدة ألعاب تقمص الأدوار، حيث اعتاد اللاعبون على حصولهم مع كل جيل على إصدار رئيسي ضخم إلى جانب توسعات تُبقي الحماس مستمرًا والاهتمام حيًا.

لكن في عام 2018، وخلال فعالية BlizzCon التي تحظى بمتابعة جماهيرية هائلة، قررت الشركة بشكل مفاجئ أن تعلن عن Diablo Immortal كلحظة الختام الرئيسية للحدث، مما أوحى للحضور أنهم على موعد مع إعلان عن جزء جديد رئيسي، أو على أقل تقدير توسعة ضخمة للعبة الحالية، خاصة بعد صدور توسعة Rise of the Necromancer في العام السابق فقط.

لكن ما تم تقديمه كان صادمًا لجمهور الحدث والمشاهدين على حد سواء، إذ تبين أن Diablo Immortal ليست سوى لعبة موجهة بالكامل للهواتف المحمولة. هذا الإعلان جاء مناقضًا تمامًا لتوقعات اللاعبين الذين نشأوا على السلسلة وتوقعوا تجربة غنية على الحاسوب أو الكونسول، لا إصدارًا مخصصًا للهواتف في منصة اعتادت تقديم العناوين الكبرى.

رد الفعل الجماهيري لم يتأخر، وتحولت جلسة الأسئلة والأجوبة التي تلت العرض إلى ساحة من التوتر والصيحات المستنكرة، حيث عبّر الجمهور عن استيائه بشكل مباشر، وهي لحظة نادرة تعكس حجم الصدمة وخيبة الأمل التي خلفها هذا الإعلان، الذي بقي حتى اليوم مثالًا واضحًا على الفجوة بين توقعات الجمهور وخيارات الشركات الناشرة.

Muse 2025

قد ينظر البعض إلى ألعاب الفيديو كوسيلة تسلية سطحية موجهة للأطفال، إلا أن من يعيشون هذا العالم عن قُرب يدركون أن اللعبة الجيدة قادرة على تجاوز هذه النظرة الضيقة لتصبح شكلًا من أشكال الفن المتكامل. فهناك مطورون اليوم يرون الألعاب كوسيط فني قادر على تقديم تجارب لا يمكن أن تضاهيها أي وسيلة إبداعية أخرى، حيث تتكامل فيها الصورة المتحركة مع تفاعل اللاعب، والمؤثرات الصوتية، والتصميم البصري لتكوين عالم ينبض بالحياة.

لكن في مقابل هذا التوجه الفني العميق، بدت شركة Microsoft المالكة لعلامة Xbox وكأنها تسلك طريقًا مختلفًا تمامًا، لا يُعير هذا الجانب الإبداعي نفس القدر من الاهتمام.

ففي هذا العام، كشفت Xbox عن مشروع Muse، وهو نموذج ذكاء اصطناعي توليدي مخصص لألعاب الفيديو، قادر على إنشاء مشاهد بصرية وأوامر تحكم بشكل تلقائي، بعد تدريبه على ألعاب سابقة. بمعنى آخر، يمكن لهذا النموذج أن يولّد ألعابًا جديدة من تلقاء نفسه استنادًا إلى بيانات موجودة.

النسخة الحالية من Muse بُنيت على لعبة Bleeding Edge الصادرة عام 2020، وقد أظهرت العروض التوضيحية قدرته على إنتاج ما يشبه تجربة لعب مرئية ومتماسكة. وبينما تحاول Xbox الترويج للفكرة على أنها وسيلة لحفظ الألعاب القديمة ونقلها إلى منصات حديثة، إلا أن طبيعة المشروع تثير الكثير من القلق، إذ يفتح الباب أمام هيمنة الذكاء الاصطناعي على صناعة يُفترض أنها قائمة على الإبداع البشري والتفاعل الإنساني.

وإن كنت تشعر أن هذا التوجه يتعارض مع جوهر تطوير الألعاب، الذي لطالما اعتمد على الفن والتفرد والمشاركة الحقيقية بين المطور واللاعب، فاعلم أنك لست وحدك في هذا الإحساس.

Back To Top