أفضل ألعاب سلسلة Call Of Duty من حيث طور الزومبي (Zombie Mode) – الجزء الأول

ظهر طور الزومبي في Call of Duty لأول مرة كتجربة جانبية عفوية، دون أي تخطيط مسبق لتحويله إلى جزء دائم من السلسلة. ومع نهاية أحداث Call of Duty: World at War، فوجئ اللاعبون بظهور أول مواجهة ضد موجات من الموتى الأحياء، لتبدأ رحلة طور الزومبي التي جمعت بين الرعب والإثارة واللمسات الكوميدية في مواجهة لا نهائية ضد أعداء متوحشين يتكاثرون باستمرار.

ورغم بساطة الفكرة في البداية، سرعان ما اكتسب الطور شهرة واسعة بفضل أسلوب اللعب المعتمد على الجولات المتصاعدة والصعوبة التدريجية، إلى جانب التحديات المتنوعة التي تتطلب تنسيقًا عاليًا بين اللاعبين. استوديو Treyarch كان له الفضل الأكبر في تطوير هوية الطور، من خلال إدخال شخصيات غريبة الأطوار، وأسلحة خارقة، وأسرار خفية، وخرائط مليئة بالمفاجآت، ما جعله عنصرًا محوريًا ومحبوبًا في معظم الإصدارات التي شارك فيها، رغم غيابه عن بعضها.

Call Of Duty: Modern Warfare 3

زومبي في عالم مفتوح

اعتمد طور الزومبي في Modern Warfare 3 لعام 2023 على خريطة ضخمة مفتوحة، تُشبه إلى حد كبير نمط DMZ، حيث يمكن تنفيذ المهام بحرية، واستكشاف البيئة والانتقال بين النقاط دون قيود خطية. كما أتاح الطور للاعبين استخدام الأسلحة المكتسبة من الزومبي لاحقًا في طور اللعب الجماعي التنافسي، ما أضاف بعدًا جديدًا لتكامل التجارب داخل اللعبة.

ورغم أن فكرة التحول إلى أسلوب اللعب المفتوح كانت محاولة لتجديد الطور، إلا أنها جاءت على حساب عنصر الخطر والإثارة. اختفى ذلك التوتر الناتج عن الحصار داخل أماكن ضيقة بينما تزداد شراسة موجات الزومبي، وهو ما كان يميز الأطوار الكلاسيكية. صحيح أن بعض اللحظات النادرة استعادت قليلاً من أجواء الطور القديم، لكن الشعور العام ابتعد عن طابع الزومبي التقليدي الذي عُرفت به السلسلة، ما جعل التجربة أقل كثافة من الناحية العاطفية وأقل تميزًا رغم اتساع الخيارات.

Call Of Duty: Vanguard
تأثيرات مستوحاة من ألعاب الـRogeulikes

في إصدار Vanguard لعام 2021، كانت عودة طور الزومبي محبطة على عدة أصعدة. فعلى الرغم من أن الخرائط كانت متاحة منذ البداية، إلا أن التجربة نفسها افتقرت إلى الروح الكلاسيكية التي أحبها اللاعبون. لم يتم تضمين نظام الجولات التقليدي عند الإطلاق، وتم تقديمه لاحقًا فقط في يونيو 2022، ما أدى إلى خيبة أمل واسعة. وحتى عندما أُضيفت خريطة جديدة، كانت مجرد إعادة تقديم لخريطة Shi No Numa الكلاسيكية.

أسلوب التقدم في اللعبة كان مبسطًا بدرجة مفرطة، وأدى إلى تقليص الإحساس بالتحدي والاستمرارية، بينما افتقرت القصة إلى الغموض والعمق الذي ميّز الأطوار السابقة. كذلك، لم تُضف أنظمة الأسلحة أو الترقيات أو المزايا أي لمسة جديدة أو محفّزة، ما جعل أسلوب اللعب يبدو باهتًا ومجردًا من المتعة. ومع أن بعض الخرائط الكلاسيكية أُعيدت في تحديثات لاحقة، إلا أن الضرر كان قد وقع بالفعل، واعتُبر Vanguard من أضعف التجارب في تاريخ طور الزومبي.

Call Of Duty: Black Ops 4
فوضى اللعب الجماعي بأربعة لاعبين على شاشة واحدة

في إصدار Black Ops 4، عاد طور الزومبي لكن دون الروح التي ميزت الإصدارات السابقة. رغم وجود خطين زمنيين مختلفين لإرضاء جمهور القصص، وعودة بعض الشخصيات المحبوبة إلى جانب طاقم جديد، فإن السرد كان معقدًا دون أن يحمل معه الإثارة المطلوبة، ما أفقد القصة تأثيرها المعتاد. طريقة اللعب بدت راكدة رغم محاولة تقديم تغييرات في الصيغة المعتادة.

الخريطة البارزة Dead of the Night جذبت الانتباه بفضل طاقم ممثلين شهير ضم Kiefer Sutherland وHelena Bonham Carter وCharles Dance وBrian Blessed، لكنها لم تكن كافية لإنقاذ التجربة ككل. أغلب الخرائط الأخرى اعتمدت على إعادة تدوير خرائط قديمة بتصاميم أقل دقة ومساحات واسعة فارغة، ما جعل أسلوب اللعب يشعر بالفراغ وعدم التوازن.

أحد الجوانب الإيجابية القليلة كان نظام تخصيص القواعد الذي منح اللاعبين حرية أكبر في تخصيص تجربتهم، إضافة إلى إمكانية اللعب المحلي لأربعة لاعبين على شاشة واحدة، وهو ما قدم تجربة جماعية محلية مميزة. لكن رغم هذه الميزات، يبقى طور الزومبي في Black Ops 4 من الإصدارات الأضعف في تاريخ السلسلة بنظر كثير من اللاعبين.

Call Of Duty: World War 2
عودة إلى رعب يثير القشعريرة

في هذا الإصدار، أعادت Call of Duty طور الزومبي إلى أجواء الحرب العالمية الثانية، ولكن هذه المرة ضمن عالم بديل يحمل لمسة من الرعب المقترن بالغموض. التصاميم كانت مشبعة بالتفاصيل البصرية المقززة والمرعبة، ما أعاد شيئًا من رهبة الزومبي الأولى، بينما قدّم فريق الأبطال شخصيات بصوت ممثلين معروفين مثل David Tennant وVing Rhames، ما أضفى طابعًا سينمائيًا على التجربة.

تميز الطور بتقديم قصة جديدة تحمل تلميحات موجهة أثناء اللعب، إلى جانب أسرار جانبية توسع من خلفية الأحداث وتضيف طابعًا استكشافيًا مثيرًا. كما أتاح للاعبين اختيار فئة معينة قبل بدء الجولة، ما أضاف طبقة جديدة من الاستراتيجية في بداية كل مباراة.

لكن على الرغم من العناية الظاهرة في سرد القصة وتصميم الزومبي، فإن مستوى الخرائط لم يرتقِ إلى نفس الجودة. شعر اللاعبون بأن التحدي كان أقل من المعتاد، نتيجة تقديم عدد من المزايا والعناصر التي جعلت التجربة أسهل مما ينبغي، وهو ما أثّر سلبًا على الإحساس بالخطر والتوتر الذي يميز الطور عادة. كانت النتيجة تجربة جيدة من حيث الأجواء والمحتوى، لكنها لم تحقق التوازن المطلوب بين الرعب والتحدي.

Back To Top