شهدت السنوات الخمس الماضية تحولًا ملحوظًا في سياسة PlayStation تجاه الحاسب الشخصي، إذ بدأت العديد من الحصريات الكبرى في الوصول إلى PC بعد أن كانت حكرًا على أجهزة PlayStation لسنوات طويلة. ألعاب مثل Horizon Zero Dawn وGod of War وSpider-Man وThe Last of Us أصبحت متوفرة الآن على الحاسب، مما فتح المجال أمام جمهور أوسع للاستمتاع بها.
لكن رغم هذا التوسع، ما تزال هناك مجموعة من العناوين المهمة التي لم تصل بعد إلى الحاسب، وهي ألعاب تحمل قيمة فنية وتجارية كبيرة، ويأمل اللاعبون أن تتوفر في أقرب وقت ممكن. في هذا المقال، سنسلط الضوء على أبرز هذه الألعاب التي ما تزال حصرية على PlayStation، والتي يترقبها جمهور PC بفارغ الصبر، سواء بسبب قصصها المذهلة، أو جودة رسوماتها، أو أسلوب لعبها المميز.
Shadow of the Colossus
تُعد Shadow of the Colossus واحدة من أكثر الألعاب تأثيرًا في تاريخ ألعاب الفيديو، وهي تجربة فريدة تعتمد على الصمت والسكون بقدر اعتمادها على المعارك الملحمية. الإصدار المعاد تصميمه عام 2018 على PS4 منح اللعبة حياة جديدة من خلال تحسينات رسومية مذهلة أعادت تقديم عالمها الشاسع والغامض بشكل يليق بالأجهزة الحديثة، مع الحفاظ على الجوهر العاطفي والتجريبي الذي ميّزها منذ صدورها الأول على PS2.
رغم انتقال العديد من حصريات PlayStation إلى الحاسب، ما تزال Shadow of the Colossus غائبة، وهو أمر مفاجئ بالنظر إلى مكانتها الرمزية ونجاحها التجاري والنقدي. اللعبة لا تتطلب منظومة تحكم معقدة، ولا تعتمد على نماذج خدمة مستمرة، مما يجعلها مرشحًا مثاليًا للانتقال إلى منصة PC دون الحاجة إلى تغييرات جذرية.
تجربة هذه اللعبة على الحاسب، خاصة مع دعم دقة 4K ومعدلات الإطارات غير المحدودة، قد تعيد اكتشاف روعة تصميمها البصري وصمتها الساحر بطريقة أكثر عمقًا. هي واحدة من تلك الألعاب التي تستحق أن تصل إلى أكبر عدد ممكن من اللاعبين، ويبدو تأخير طرحها على الحاسب فرصة مهدرة حتى الآن.
Demon’s Souls
تُعد Demon’s Souls حجر الأساس الذي انطلقت منه سلسلة Souls الشهيرة، ومن ثم تأثيرها الهائل على صناعة الألعاب عمومًا. عندما صدرت لأول مرة على PS3، كانت تجربة فريدة من نوعها، لكن صعوبتها غير المألوفة آنذاك جعلت منها لعبة نخبوية بعض الشيء، لم تُقدّر شعبيًا كما تستحق. ومع مرور الوقت، وتحديدًا مع إعادة إنتاجها كعنوان إطلاق على PS5، تغيّر استقبالها بشكل كامل، حيث كان الجمهور قد أصبح أكثر استعدادًا لخوض هذا النوع من التحديات.
الإصدار الجديد من Demon’s Souls الذي قدمته Bluepoint Games استعرض إمكانيات PS5 بالكامل، من الرسومات الخلابة إلى أوقات التحميل الفورية، ليمنح اللعبة بعدًا بصريًا وميكانيكيًا غير مسبوق مقارنةً بنسختها الأصلية. لذلك، أصبحت تمثل النموذج المثالي لكيف يمكن لإعادة الإنتاج أن تُعيد تعريف لعبة بالكامل دون المساس بجوهرها.
اللافت أن معظم حصريات PS5 التي صدرت في فترة الإطلاق أصبحت متاحة على الحاسب الشخصي، ما يجعل غياب Demon’s Souls حتى الآن أمرًا مثيرًا للاستغراب. طرح اللعبة على PC سيمنح شريحة جديدة من اللاعبين الفرصة لخوض هذه التجربة الكلاسيكية ببصمتها الحديثة، مع إمكانية دعم دقة 4K ومعدلات إطارات غير محدودة، مما سيُعزز من تجربة المعارك الملحمية وزخمها البصري.
ومع تزايد التركيز على جلب العناوين الكبيرة إلى PC، سيكون من المنطقي بل والضروري أن تصل Demon’s Souls هي الأخرى، خاصة وأنها تمثل قطعة مهمة من تاريخ ألعاب FromSoftware، وتُعد بوابة لا غنى عنها لكل من يرغب بفهم أصل الصيغة التي غيّرت الصناعة.
Astro Bot
تُعتبر Astro Bot بمثابة رسالة حب واضحة من Sony إلى جمهورها، فهي لا تكتفي بتقديم تجربة منصات ممتعة وفنية، بل تُجسّد حرفيًا تاريخ منصة PlayStation وتحتفي بمراحل تطورها من خلال كل مستوى وكل تفصيلة داخل اللعبة. من استكشاف مكونات جهاز PS5 إلى مواجهة أعداء مستوحاة من عناوين كلاسيكية، تُقدم اللعبة تجربة لا تنفصل عن هوية المنصة نفسها.
لهذا السبب، فإن فكرة إطلاق Astro Bot على الحاسب الشخصي تبدو غير منطقية في الوقت الراهن. اللعبة بحد ذاتها تم تصميمها لتكون احتفالًا بتقنيات PlayStation 5، فهي تستعرض وظائف يد التحكم DualSense، وتستخدم المزايا الفريدة للجهاز بشكل متكامل يجعل من التجربة شيئًا صعب التكرار على منصات أخرى.
إطلاق اللعبة على PC قد يُفقدها جزءًا كبيرًا من هذا السحر، كما أن Sony تدرك أن Astro Bot تلعب دورًا تسويقيًا مهمًا يعزز من جاذبية الجهاز نفسه، تمامًا كما فعلت Wii Sports مع Wii في وقتها. لذا، من المستبعد أن تتنازل الشركة عن هذا الدور في الوقت الحالي.
مع ذلك، لا شيء مستبعد على المدى البعيد. ربما إذا قررت Sony مستقبلًا تحويل بعض محتواها الرمزي إلى جمهور أوسع، قد نراها تجرّب إصدارًا خاصًا من Astro Bot على الحاسب مع تغييرات في التصميم، لكن في الظروف الحالية، اللعبة تبدو وكأنها ستظل حصرية للـPS5 لفترة طويلة جدًا.
The Order: 1886
The Order: 1886 تُعد من أكثر الألعاب التي خيّبت الآمال تجاريًا، رغم أنها كانت واعدة من حيث الفكرة والتنفيذ البصري. اللعبة قدّمت تحفة سينمائية في وقت كان هذا النوع من الإنتاج لا يزال مثيرًا للإعجاب تقنيًا، خصوصًا من حيث الإضاءة والرسوم والأنماط المعمارية الفيكتورية التي منحت عالمها هوية مميزة ومغرية.
لكن على مستوى اللعب والتحكم، واجهت اللعبة انتقادات حادة بسبب قصر مدتها واعتمادها الكبير على مشاهد QTE بدلاً من تمكين اللاعب من التفاعل الحقيقي. هذا التوجه جعل الكثيرين يشعرون أن اللعبة كانت أشبه بفيلم تفاعلي، أكثر من كونها تجربة لعب مكتملة.
رغم ذلك، ما زالت تملك قاعدة جماهيرية تحترم جودتها الفنية وتعتبرها أساسًا كان يمكن البناء عليه بشكل أفضل. لذلك، فكرة إصدار نسخة محسّنة للعبة على PS5 وPC ليست فقط منطقية، بل قد تكون فرصة حقيقية لإعطاء اللعبة حياة جديدة تستحقها، خاصة مع الشعبية التي تشهدها النسخ المحسنة مؤخرًا مثل Ghost of Tsushima وHorizon Zero Dawn.
نسخة محسنة برسوم محدثة ومحتوى موسع أو حتى تعديلات بسيطة على طريقة اللعب يمكن أن تُعيد تقييم التجربة بشكل مختلف تمامًا عمّا كانت عليه قبل عقد من الزمن. وهذا ما يجعلها مرشحة مثالية للعودة في شكل نسخة كاملة أكثر نضجًا واتساعًا.