على النقيض تمامًا من مقال “ألعاب قصصية رائعة كادت أن تصيب اللاعبين بالملل في بدايتها” الذي قدمناه سابقًا، نسلط الضوء اليوم على الألعاب التي تأسر انتباهك منذ اللحظة الأولى. تلك التي لا تنتظر حتى تتصاعد وتيرة أحداثها، بل تبدأ بقوة، وتجعلك مندمجًا في تجربتها فورًا، بفضل أسلوبها المميز، وتصميمها الذكي، وتقديمها لأفضل ما فيها دون تأخير.
Sifu
لعبة Sifu من تطوير Sloclap هي واحدة من تلك العناوين النادرة التي تُظهر كل ما يميزها منذ الدقائق الأولى. نظام القتال القائم على المهارة، وصعوبتها الصريحة التي تكافئ من يتقنها، وآلية التقدم القائمة على الشيخوخة تمنح اللعبة هوية فريدة لا تُشبه أي لعبة أكشن أخرى. كل ضربة وكل مواجهة تنقل إليك إحساسًا بالوزن والخطر، مما يجعل البداية ليست فقط جذابة، بل أيضًا ضرورية لفهم عمق التجربة التي تنتظرك.
Shadow of the Colossus
رغم بساطة فكرتها، تنجح Shadow of the Colossus في إثارة مشاعر اللاعبين مباشرة. لا توجد معارك تقليدية أو مواجهات عشوائية، بل تدخل فورًا في مواجهة أولى مع مخلوق عملاق، مدعومة بموسيقى مؤثرة ومناظر طبيعية ساحرة. كل عنصر في اللعبة يوصل رسالة واضحة: أنت أمام شيء غير مألوف. لا تحتاج اللعبة إلى تمهيد طويل، فهي تأخذ بيدك نحو جوها الغريب والحزين منذ اللحظة الأولى، وتُريك كيف يمكن للصمت أن يُبهر.
Sleeping Dogs
لا يمكن الحديث عن البدايات القوية دون ذكر Sleeping Dogs. منذ أول مشهد مطاردة وحتى اكتشاف عالم هونغ كونغ المليء بالتفاصيل، تُظهر اللعبة شخصيتها بوضوح: عالم مفتوح ينبض بالحياة، قتال يدوي متقن مستوحى من أفلام الكونغ فو، وقصة مثيرة حول الهوية والانتماء. اللعبة لا تترك لك مجالًا للتردد، بل تدفعك مباشرة نحو قلب تجربتها، وتُبرِز كل ما يجعلها مميزة منذ اللحظة الأولى.
Forza Horizon 5
بفضل طبيعة ألعاب السباق، من السهل إبهار اللاعب منذ البداية، لكن Forza Horizon 5 ترفع هذه القاعدة إلى مستوى آخر. بداية اللعبة تُرغمك على الانخراط في أجوائها بسرعة مذهلة، حيث يتم إسقاطك من طائرة مباشرة إلى قلب سباق صاخب عبر بيئات متنوعة. بعد لحظات فقط، تجد نفسك تتنقل بحرية في عالمها المفتوح الرائع، لتبدأ رحلتك وسط المكسيك بألوانها الطبيعية الخلابة وتفاصيلها الغنية.
Dead Space
منذ اللحظة الأولى، ينجح Dead Space Remake في زرع التوتر والخوف في قلب اللاعب. الرحلة على متن سفينة USG Ishimura تبدأ بصمت مشؤوم وكآبة ثقيلة، وما أن تبدأ الوحوش في الظهور، حتى تدرك أنك محاصر في كابوس حي. أسلوب السرد الصامت، والإضاءة، والصوت، وآليات القتال، كلها تنسجم معًا لتمنحك بداية لا تُنسى. إنها واحدة من تلك الألعاب التي تُجبرك على التراجع قليلًا وأنت تهم بالاستمرار، لأنك تعلم أن القادم سيكون أشد رعبًا.
هذه الألعاب لم تنتظر حتى منتصف التجربة لتُبهر اللاعبين، بل بدأت بأقصى طاقتها منذ البداية. من الحركة السريعة، إلى السرد العاطفي، أو الرعب النفسي، كل منها عرف تمامًا كيف يُبقيك مشدودًا منذ اللحظة الأولى وحتى النهاية.