حقائق غامضة لم تكن تعرفها عن لعبة Resident Evil الأصلية – الجزء الثاني

تم إصدار عدة نسخ مختلفة

بعد النجاح الكبير الذي حققته اللعبة عند صدورها، قامت Capcom بطرح إصدارات متعددة تحتوي على تحسينات وتعديلات متنوعة. جاءت نسخة Director’s Cut بمحتوى محدث يشمل تغييرات في مواقع العناصر والأعداء، إلى جانب أزياء إضافية وبعض التعديلات على أسلوب اللعب. أما الإصدار الذي دعم ذراع التحكم DualShock فقد أضاف موسيقى جديدة وميزة الاهتزاز التفاعلي.

نسخة Sega Saturn قدمت طور Battle Mode الذي يمكن فتحه بعد التقدم في اللعبة، كما أضافت أعداء جدد وخيارات تخصيص مميزة. من جهتها، احتوت نسخة الحاسوب الشخصي على مشاهد غير خاضعة للرقابة نُقلت مباشرة من الإصدار الياباني الأصلي. أما إصدار Nintendo DS فقد أتى بتغييرات فريدة، منها أسلوب قتال جديد باستخدام السكين من منظور الشخص الأول، بالإضافة إلى استغلال خاصية الشاشة المزدوجة بشكل مبتكر.

كادت تصدر على Game Boy Color

بذلت Capcom جهدًا لنقل اللعبة إلى منصة Game Boy Color، محاولةً منها تقديم نسخة كاملة تتناسب مع بيئة الأجهزة المحمولة. رغم الإمكانيات المحدودة للجهاز، فإن ما تم إنجازه في هذا المشروع بقي مخلصًا للأفكار الأساسية للعبة الأصلية.

لكن مع التقدم في العمل، ظهرت مشاكل تقنية معقدة تتعلق بعرض الرسومات والبيئة الغنية بالتفاصيل، مما أدى في النهاية إلى إلغاء المشروع. بعض اللقطات التجريبية لهذا الإصدار ما زالت متاحة على الإنترنت، وتكشف عن مشروع كان يمكن أن يتحول إلى واحدة من أكثر نسخ السلسلة غرابة وطموحًا.

الشخص على غلاف اللعبة ليس Chris Redfield

يحمل الغلاف الرسمي لهذا الجزء الأول مكانة خاصة ضمن أشهر أغلفة الألعاب على الإطلاق، حيث يُظهر جنديًا يحمل سلاحًا ضخمًا في وضعية مواجهة غامضة. لسنوات، اعتقد كثير من اللاعبين أن الشخصية الظاهرة هي Chris Redfield بسبب التشابه الظاهري.

لكن في الحقيقة، وبحسب تصريحات الفنان Bill Sienkiewicz، فإن الغلاف لم يُصمم ليمثل شخصية محددة، بل عُرض كصورة رمزية تعبر عن التوتر والرعب المسيطر على أجواء اللعبة. هذا التفصيل يعكس نية المصممين في التركيز على الشعور العام بالخوف والغموض بدلًا من إبراز أبطال القصة.

كانت ستُصبح نسخة مُعاد تطويرها من لعبة أخرى

في المراحل الأولية من التطوير، لم يكن المقصود إنتاج لعبة جديدة بالكامل، بل إعادة تصور للعبة صدرت في عام 1989 تُدعى Sweet Home، مبنية على فيلم رعب ياباني يحمل نفس الاسم. كانت Sweet Home عبارة عن لعبة تقمّص أدوار تجري أحداثها في قصر مسكون، ويتحكم فيها اللاعب بمجموعة من صُنّاع الأفلام يواجهون قوى غامضة.

رغم أن الاتجاه العام تغيّر خلال عملية التطوير، إلا أن بصمات Sweet Home بقيت واضحة في المنتج النهائي. القصر الضخم كموقع رئيسي، والألغاز، وإدارة الموارد، والنهايات المتعددة التي تتأثر باختيارات اللاعب، كلها عناصر انتقلت إلى Resident Evil وشكّلت حجر الأساس لما أصبح لاحقًا من أعمدة نوع الرعب في الألعاب.

الاسم تم اختياره عبر مسابقة داخلية

في اليابان، حملت اللعبة اسم Biohazard، لكن عند التخطيط لإصدارها في الأسواق الغربية، واجهت Capcom مشكلة قانونية تتعلق بحقوق استخدام الاسم. ولهذا نظمت الشركة مسابقة داخلية لاختيار اسم جديد مناسب للطابع الغربي. أحد الاقتراحات التي نالت الإعجاب كان Resident Evil، وقد تم اعتماده لاحقًا ليعكس البيئة المغلقة للقصر المسكون.

من المثير أن واحدة من أشهر ألعاب الرعب كان من الممكن أن تصدر تحت اسم مختلف تمامًا، لولا تلك المسابقة التي ساهمت في صياغة علامة تجارية أصبحت جزءًا من تاريخ الألعاب.

رغم مرور أكثر من خمسة وعشرين عامًا على ظهور الجزء الأول من Resident Evil، فإن تأثيره لا يزال حاضرًا بقوة في صناعة الألعاب. في زمن كانت فيه أغلب العناوين تركز على الأكشن والمغامرة، جاءت هذه التجربة لتقلب الموازين وتقدم نوعًا جديدًا من التوتر والمخاطرة، يعتمد على أجواء خانقة، أعداء لا يُستهان بهم، وقرارات حرجة تصنع الفارق في كل لحظة.

ما يجعل هذه الرحلة مميزة هو أنها لم تكن سهلة، بل وُلدت من خلال تحديات تقنية وصراعات إبداعية وخيارات صعبة تم اتخاذها في اللحظات الحرجة. من نماذج أولية لم تكتمل، إلى أفكار تم التخلي عنها في اللحظة الأخيرة، كانت كل خطوة تقود إلى بناء تجربة فريدة.

واليوم، سواء من خلال استكشاف الإصدارات الحديثة أو استرجاع الذكريات مع النسخ الأصلية المعاد تطويرها، يبقى من المهم أن نتذكر أن هذه الظاهرة العالمية انطلقت من لعبة لم يتوقع أحد أن تتجاوز 200 ألف نسخة… لكنها تجاوزت التوقعات، وغيرت قواعد اللعبة إلى الأبد.

Back To Top