كيف سيؤثر تأجيل GTA 6 وإطلاق Switch 2 على ألعاب الفيديو في عام 2025 وما بعده

مع إعلان تأجيل إصدار GTA 6، بدأت الأحاديث تتصاعد حول الأسباب الكامنة وراء هذا القرار، حيث رأى بعض مسربي أخبار Rockstar أن هذا التأجيل قد يصب في مصلحة اللعبة على المدى الطويل. ومن جانب آخر، اعتبر محللون أن عام 2025 بات يُشكّل نقطة تحوّل في السوق لصالح Nintendo، مع اقتراب إطلاق جهازها الجديد Switch 2.

في هذا السياق، أصدرت مؤسسة DFC Intelligence المختصة بأبحاث سوق ألعاب الفيديو تقريرًا جديدًا تناول تأثير تأجيل GTA 6 إلى جانب إطلاق Switch 2، مسلّطة الضوء على أبرز التغيرات المتوقعة في مبيعات الأجهزة والإيرادات العالمية خلال الفترة المقبلة.

PS5 Pro

وفقًا للتقرير، فإن تأجيل GTA 6 من خريف 2025 إلى مايو 2026 يُعدّ “خطوة مؤثرة للغاية”، خاصة وأن اللعبة كانت ستُساهم بشكل مباشر في تعزيز مبيعات جهازي PlayStation 5 وXbox Series X|S خلال موسم العطلات.
ديفيد كول من DFC وصف هذا التأجيل بـ”الضربة القاضية” بالنسبة لجهاز PS5، حيث كان يُتوقع أن تُسرّع GTA 6 انتقال اللاعبين من PS4 إلى الجيل الجديد. ومع تحول الإطلاق إلى 2026، فقدت Sony فرصة ثمينة لجذب شريحة واسعة من المستهلكين خلال 2025.

شركة Ampere Analysis أوضحت بدورها أن تأجيل اللعبة دفعها إلى تخفيض تقديراتها لمبيعات الأجهزة بنحو 700 ألف وحدة، كما توقعت انخفاضًا في مبيعات الألعاب بـ21 مليون وحدة، ما يُترجم إلى خسارة عالمية تتجاوز 2.7 مليار دولار من إيرادات صناعة الألعاب خلال 2025.

من جهة أخرى، توقعت DFC سابقًا أن تبيع GTA 6 حوالي 40 مليون نسخة في عامها الأول. لكن مع تأجيل الإصدار، رجّحت DFC تراجع مبيعات الألعاب في أمريكا الشمالية بنسبة 2% مقارنة بعام 2024، فيما توقعت ثبات المبيعات الأوروبية دون نمو يُذكر.

جدير بالذكر أن العرض الترويجي للعبة GTA 6 تم تصويره على جهاز PS5، واحتوى على إشارات متعددة تخص PlayStation، ما دفع بعض المتابعين للاعتقاد بوجود صفقة ترويجية بين Rockstar وSony، لكن من الواضح أن الفوائد المالية لأي شراكة من هذا النوع ستظهر فقط في عام 2026.

Switch 2

في المقابل، يُنتظر أن يكون Switch 2 هو المحور الأساسي في تحريك السوق خلال 2025. فبحسب DFC، من المقرر أن يصدر الجهاز في الخامس من يونيو، وقد وصفته بأنه “ربما أهم إطلاق منتج في تاريخ ألعاب الفيديو”.
تتوقع DFC أن يُصبح Switch 2 الجهاز الأسرع مبيعًا على الإطلاق، ولديه القدرة على إنعاش الصناعة التي تعاني من تأجيلات متكررة وارتفاع في التكاليف إلى جانب حالة من عدم اليقين الاقتصادي.

في السوق الياباني، تتوقع DFC نموًا بنسبة 25% في إيرادات ألعاب المنصات خلال 2025، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى التسعير الحذر والمستهدف الذي تتبعه Nintendo، خاصة بعد إعلانها عن نسخة منخفضة التكلفة من الجهاز مخصصة لليابان فقط.

ورغم توقّعات انخفاض مبيعات أجهزة PS5 وXbox Series X|S في 2024، تشير التقديرات إلى أن النجاح المنتظر لـSwitch 2 قد يُساهم في رفع نسبة النمو العالمية في سوق الأجهزة إلى 3% خلال 2025.

كما رفعت DFC توقعاتها لمبيعات الجهاز من 15 إلى 16 مليون وحدة خلال العام الأول، مع إمكانية وصول الرقم إلى 20 مليونًا في حال استطاعت Nintendo تلبية الطلب، رغم أن هذا السيناريو ما زال غير مرجّح بسبب اتباع الشركة لنهج حذر في إدارة المخزون.

ورغم أن Nintendo توقعت رسميًا بيع 15 مليون وحدة حتى مارس 2026، إلا أن DFC ترى أن سجل Nintendo المعروف بتحفظه قد يُعني أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى بكثير. للتذكير، كانت الشركة قد توقعت سابقًا بيع 10 ملايين وحدة فقط من الجهاز الأصلي Switch، لكنها باعت فعليًا 15 مليون وحدة في نفس الفترة.

وفيما يخص الرسوم الجمركية، ورغم تحذير Nintendo من إمكانية خسائر بعشرات المليارات بسببها، فإن اتفاقًا جديدًا بين الولايات المتحدة والصين حول تخفيض هذه الرسوم قد يُقلل من أثر هذا التحدي.

إلى جانب توقعات العام الجاري، تناول التقرير أيضًا رؤية DFC للفترة الممتدة من 2026 حتى 2029، وتوقعت خلالها أن تُحقق الصناعة أرقامًا قياسية في مبيعات الأجهزة والألعاب. وأشارت إلى أن إطلاق GTA 6 في مايو 2026 سيكون بمثابة دفع كبير للعجلة الاقتصادية في قطاع الألعاب، وسيُعيد الحيوية إلى السوق بشكل لم يُشاهد منذ سنوات.

وفي ظل هذا النمو، توقعت DFC أن يُصبح Switch 2 المحور الأهم في إعادة رسم مشهد الصناعة، إلى جانب تصاعد شعبية أجهزة ألعاب الحاسوب المحمولة. وأكدت أن Nintendo لم تعد مجرد شركة ألعاب تقليدية، بل أصبحت الآن طرفًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل السوق.

بحلول نهاية 2029، من المرجح أن تصل مبيعات Switch 2 إلى أكثر من 100 مليون وحدة، ما سيجعله المنصة الأكثر تفوقًا بفارق كبير، وقد يفتح أمام Nintendo الباب لتصبح الشريك الأهم للناشرين الخارجيين للمرة الأولى في تاريخها.

وفي خضم هذه التغيرات، لا يمكن تجاهل التأثير الواسع الذي تسببت به GTA 6، حتى على الألعاب الأخرى. إذ اعترف هيديو كوجيما بأن إعلان GTA 6 كان له دور في إعادة التفكير بتوقيت إصدار Death Stranding 2.

Back To Top