تُعتبر ألعاب الفيديو وسيلة مثالية للتخلص من التوتر وضغوط الحياة اليومية. بعد يوم طويل ومرهق، يمكن للاعبين الغوص في عوالم إلكترونية تمنحهم فرصة للهروب من الواقع وتجديد طاقاتهم. سواءً كان الهدف هو الاسترخاء أو تصفية الذهن، توفر الألعاب بيئة آمنة وممتعة لتحقيق ذلك. لكن ماذا لو كنت ممن يجدون متعة خاصة في مضايقة الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs)؟ إذا شعرت بأنك قد تتردد في قراءة هذا بسبب شعورك بالذنب تجاه تلك الشخصيات، فقد لا تكون هذه المقالة مناسبة لك. بصراحة، أحيانًا يصعب مقاومة الشعور بالسخرية من هذه الشخصيات. صحيح أنها مجرد أكواد برمجية لا تحمل أي وعي أو مشاعر، ولكننا كبشر قد نجد أنفسنا نتوقف للحظة ونقول: “هل كان يجب أن أفعل ذلك؟”. ومع ذلك، نستمر بالقيام به على أي حال، لأن الحقيقة؟ الأمر مضحك جدًا.
استعباد القرويين – Minecraft
في عالم Minecraft، سر البقاء والازدهار يكمن في التخطيط الجيد والبناء المبتكر. من إنشاء المزارع والحظائر إلى بناء قواعد متكاملة، يحتاج اللاعب إلى استغلال كل ما يقدمه العالم الافتراضي. ولكن مع إضافة القرويين (Villagers) إلى اللعبة، أخذ استغلال الموارد منحى جديدًا وغير متوقع.
القرويون: مفتاح النجاح والاستغلال
منذ ظهورهم في Minecraft، أصبح القرويون من الشخصيات الأكثر فائدة. يعيشون في قرى صغيرة توفر ملاذًا آمنًا، ويستطيعون استدعاء العمالقة الحديديين (Iron Golems) لحمايتهم من الأخطار. كما يقدمون نظامًا للتجارة يتيح للاعبين الحصول على موارد ثمينة. لكن مع هذه الفوائد، ظهرت مشكلة أخلاقية:
- اختطاف القرويين: لضمان توفير القرويين للعمل، يقوم اللاعبون باختطافهم من قراهم الأصلية باستخدام القوارب أو العربات.
- احتجازهم: يتم وضعهم في أماكن ضيقة ومخصصة لضمان التحكم الكامل في حركتهم، مما يسهل على اللاعبين تحقيق أقصى استفادة من تجارتهم.
- استغلالهم للتكاثر: يقوم اللاعبون بتهيئة ظروف معينة لتشجيع القرويين على التكاثر، مما يُحوّلهم إلى جزء من نظام إنتاجي مفرط.
آلات الاستغلال
بعض اللاعبين يأخذون استغلال القرويين إلى مستويات متقدمة:
- تصميم أنظمة آلية تجبر القرويين على العمل دون توقف.
- إنشاء أقفاص أو منصات تجعلهم مجرد أدوات ضمن نظام استغلالي للحصول على الموارد.
- الاستفادة من وجودهم حتى أثناء غياب اللاعب لاستكشاف العالم.
الجانب المظلم
بينما تُظهر أعين القرويين الخالية من الحياة عدم تأثرهم الظاهري، يشعر اللاعب أحيانًا بوخز في ضميره بسبب هذه التصرفات. فهل يمكن تجاهل هذه الأنظمة الاستغلالية في عالم افتراضي؟ في النهاية، Minecraft قد تكون مجرد لعبة، ولكن تصرفات اللاعبين تُظهر إلى أي مدى يمكنهم الذهاب لتحقيق أهدافهم… حتى لو كان ذلك على حساب قرويين افتراضيين!
من الطبيعي أن يستمتع اللاعبون باختبار قدراتهم على العبث مع الشخصيات غير القابلة للعب (NPCs) في ألعاب الفيديو. لكن عندما تصبح هذه الشخصيات أساس نجاحك، يتحول العبث إلى فن. في ألعاب المحاكاة الحياتية مثل Rollercoaster Tycoon وTheme Park World، يعتمد نجاحك على تحقيق التوازن بين راحة زوارك وسعادتهم.
إدارة مثالية… أم خطة خبيثة؟
تمنحك هذه الألعاب حرية مطلقة لإدارة المتنزه الترفيهي الخاص بك. بدءًا من ضمان نظافة المرافق وتوفير أطعمة شهية، إلى تصميم الأفعوانيات المثيرة، كل شيء في يدك. ولكن ماذا يحدث عندما تتحول هذه الحرية إلى فرصة لتجربة الجانب المظلم؟
- أفعوانيات قاتلة: تصميم ألعاب تنتهي فجأة أو تنطلق بسرعة مفرطة تجعل الزوار يطيرون في الهواء.
- مسارات ناقصة: إغفال إكمال المسار عن عمد، مما يؤدي إلى سقوط العربات في الفراغ.
- اختبارات الجنون: دفع حدود تصميم الألعاب لمعرفة مدى جنونية الرحلة، على حساب حياة الزوار.
لماذا نفعل ذلك؟
ربما يكمن السبب في الفضول البشري الطبيعي:
- هل يمكنني تصميم لعبة تجعل الزوار يطيرون؟
- ما عدد الضحايا المحتمل قبل أن يلاحظ الزوار الآخرون؟
في هذه اللحظة، يتحول المتنزه إلى مسرح للضحك المشوب بالشر، وأنت المخرج الذي يراقب الزوار وهم يقعون ضحية لأفعوانياتك المميتة، دون أن يدركوا المصير الذي ينتظرهم.
الجانب الإبداعي
على الرغم من النوايا المشكوك فيها، يظل هناك جانب إبداعي مذهل في هذه التصاميم. فهي اختبار للخيال والقدرة على استخدام أدوات اللعبة بطرق لم تكن مقصودة.
رمي البطريق – Mario 64

خلف ابتسامة ماريو الودية وشخصيته البطولية يكمن جانب مظلم يعكس استعداده للقيام بأفعال قد تُعتبر قاسية للغاية. من سحق السلاحف إلى القفز من على ظهر الديناصور يوشي للتقدم في اللعبة، ماريو ليس بريئًا تمامًا كما يبدو.
المهمة: إنقاذ البطريق
في لعبة Mario 64، وتحديدًا في مرحلة Cool, Cool Mountain، يُطلب من اللاعب إنقاذ بطريق صغير مفقود وإعادته إلى والدته في أسفل الجبل. يبدو الأمر بسيطًا: التزلج على الجبل وتجنب السقوط في الحفر أثناء حمل البطريق. لكن… هذا البطريق ليس شريكًا متعاونًا على الإطلاق.
- يتحرك بلا هدف في المكان، مما يجعل الإمساك به مهمة مزعجة.
- عند حمله، يصدر صرخات متكررة قد تكون كافية لإثارة غضب أي لاعب.
الإغراء… والرمي
هنا يظهر الخيار الأخلاقي:
- يمكنك أن تُعيد البطريق إلى والدته وتحصل على نجمة الطاقة (Power Star) كمكافأة على لطفك.
- أو، يمكنك أن تستسلم للإغراء وتقرر إنهاء معاناتك ومعاناته بإسقاطه من أعلى الجبل إلى الهاوية الجليدية.
السيناريو الأسوأ
والأدهى من ذلك، أنك بعد إنهاء المهمة وإعادة البطريق إلى والدته، قد تأخذ البطريق مجددًا أمام عينيها وترميه بكل برود من الجبل، تاركًا الأم المسكينة بلا حيلة!
لماذا نفعل ذلك؟
رغم بساطة الأمر، يظل إغراء القيام بهذا التصرف قادمًا من فضول اللاعبين واختبار حدود اللعبة. إنها لحظات من الضحك الممزوج بالشر الخالص، حيث لا يوجد عواقب فعلية سوى الشعور المؤقت بالذنب… أو ربما لا شعور بالذنب على الإطلاق.
الاستنتاج
مرحلة Cool, Cool Mountain في Mario 64 تُظهر جانبًا إنسانيًا غريبًا في تجربة اللعب: القدرة على التصرف بإحسان أو اختيار الطريق المظلم لمجرد التسلية. وبينما يظل مصير البطريق في يد اللاعب، تُظهر هذه اللحظات كيف يمكن للألعاب أن تكشف عن خيارات غير متوقعة داخلنا.