مصطلح Speedrunning يشير إلى مجموعة من اللاعبين المحترفين الذين يتمتعون بشغف لا حدود له لتحدي الزمن في ألعاب الفيديو. هؤلاء اللاعبين يستغلون كل ما تقدمه اللعبة، بدءًا من فهم التفاصيل الدقيقة للمراحل إلى اكتشاف واستغلال الأخطاء التقنية (Glitches)، للوصول إلى النهاية في وقت قياسي. بعض الألعاب تشتهر بصعوبتها الكبيرة، سواء من خلال الزعماء الأقوياء أو تصميم المراحل المعقدة الذي يتطلب من اللاعبين خوض تجربة مليئة بالمحاولات الفاشلة. هذه الألعاب غالبًا ما تتطلب تركيزًا عالياً وصبراً لاختراق التحديات. بالنسبة للكثير من اللاعبين، الشعور بالإنجاز عند التغلب على الصعوبات الكبيرة في الألعاب لا يُضاهى. ومع ذلك، في مجتمع Speedrunning، الفلسفة مختلفة. هدف اللاعبين هناك ليس مجرد التغلب على اللعبة، بل التغلب عليها بأسرع طريقة ممكنة، حتى لو تطلب الأمر كسر القواعد. مهما كانت اللعبة صعبة أو معقدة، فإن محترفي Speedrunning يجدون دائمًا طريقة لاكتشاف نقاط ضعفها. هذه الثغرات والتكتيكات غير المتوقعة تمنحهم القدرة على توفير ثوانٍ ثمينة تُحدث فارقًا كبيرًا في أوقاتهم. مجتمع Speedrunning لا يتعلق فقط بالسرعة، بل بالإبداع والابتكار في العثور على طرق جديدة ومبتكرة لتجاوز التحديات. بغض النظر عن مدى صعوبة اللعبة، يبقى الهدف دائمًا تحقيق أسرع وقت ممكن، ودفع حدود الممكن في عالم الألعاب.
The Legend of Zelda: Ocarina of Time:

أيقونة الـSpeedrunning وصعوبة الإنجاز لعبة The Legend of Zelda: Ocarina of Time ليست مجرد لعبة عادية؛ بل هي تحفة كلاسيكية تركت بصمتها في عالم الألعاب، ولا تزال حتى اليوم تُعتبر واحدة من أكثر الألعاب شهرة بين مجتمع الـSpeedrunning. بفضل تصميمها المعقد وعمقها، أصبحت هذه اللعبة مرادفًا للتحدي والإبداع لدى اللاعبين المحترفين.
رحلة طويلة مع الـSpeedrunning
منذ ظهورها، كانت Ocarina of Time واحدة من الألعاب الأكثر متابعة على مسرح Games Done Quick (GDQ). هذه اللعبة استحوذت على اهتمام اللاعبين لأكثر من عقدين، حيث عمل مجتمع الـSpeedrunning بلا كلل لاكتشاف أخطاء تقنية وأساليب اختصار تجعل اللعبة أسرع وأكثر كفاءة. في بداية عصر الـSpeedrunning، كانت اللعبة تتطلب ساعات طويلة لإكمالها، بسبب العدد الكبير من Dungeons الإلزامية التي يجب إنهاؤها. ومع ذلك، كما هو الحال دائمًا، أثبت مجتمع الـSpeedrunning قدرته على اختراق الحدود.
Door of Time Skip: التغيير الكبير
أحد أبرز الاكتشافات في تاريخ Ocarina of Time كان خطأ Door of Time Skip. سمح هذا الخطأ للاعبين بتجاوز معظم Dungeons الخاصة بـChild Link، مما قلل بشكل كبير من الوقت المطلوب لإنهاء اللعبة. حتى التفاصيل الصغيرة، مثل لغة اللعبة أو نوع النظام المستخدم، يمكن أن تُحدث فرقًا هائلًا في سرعة الإكمال، مما يجعلها لعبة مليئة بالاستراتيجيات التي تتطلب تركيزًا عالياً وإتقانًا للتقنيات.
من ساعات إلى دقائق
في حين أن اللاعب العادي يحتاج إلى حوالي 24-38 ساعة لإكمال اللعبة، تمكن Murph_E، وهو لاعب أمريكي، من تحطيم الرقم القياسي العالمي لفئة Any% بزمن مذهل بلغ 3:54.566. حقق هذا الإنجاز باستخدام وحدة التحكم الافتراضية الخاصة بـWii اليابانية، وذلك في أكتوبر 2022، مما يُظهر مدى تأثير التكنولوجيا والخبرة على الأداء.
إرث Ocarina of Time في الـSpeedrunning
لا تزال Ocarina of Time رمزًا لا يُنسى في مجتمع الـSpeedrunning، وهي شهادة على مدى التزام وإبداع اللاعبين في مواجهة التحديات. اللعبة ليست مجرد مغامرة ملحمية؛ بل هي اختبار حقيقي للمهارة والابتكار، مما يجعلها تجربة فريدة سواء للاعبين العاديين أو المحترفين.
Minecraft:
تُعد لعبة Minecraft واحدة من أكثر الألعاب شهرة وتنوعًا، لكنها تحمل تحديات فريدة عند الحديث عن إنهائها بسرعة أو القيام بما يُعرف بالـSpeedrunning. تختلف اللعبة عن معظم الألعاب الأخرى بفضل طبيعتها العشوائية، التي تضيف عنصرًا من عدم القدرة على التنبؤ وتجعل كل محاولة لإنهاء اللعبة مختلفة عن السابقة.
عشوائية التضاريس: العائق الأكبر
على عكس الألعاب التي تحتوي على مراحل ثابتة ومكررة، تعتمد Minecraft على تضاريس متولدة عشوائيًا في كل عالم جديد. هذا يعني أن:
- اللاعبون لا يمكنهم حفظ خطوات محددة أو استراتيجيات ثابتة.
- الحظ يلعب دورًا كبيرًا في تحديد الموقع الذي يبدأ فيه اللاعب، وكذلك توفر الموارد المهمة مثل الألماس، واللؤلؤ، والقضبان الملتهبة اللازمة للوصول إلى The End.
اللعب العادي مقابل الـSpeedrunning
بالنسبة للاعبين العاديين، تعد Minecraft لعبة sandbox مفتوحة لا تفرض ضغطًا على اللاعبين لإنهائها بسرعة. العديد من اللاعبين لا يصلون أبدًا إلى المرحلة النهائية The End أو يهزمون تنين النهاية Ender Dragon. بالنسبة لمن يقررون محاولة إنهاء اللعبة، يستغرق ذلك عادةً حوالي خمس ساعات، اعتمادًا على تضاريس العالم وظروفه.
الـSpeedrunning: اختصار الزمن
لكن في عالم الـSpeedrunning، تُعد خمس ساعات زمنًا طويلًا جدًا. مجتمع اللاعبين المحترفين في Minecraft استطاع تخفيض هذا الزمن بشكل ملحوظ من خلال استراتيجيات متطورة وإتقان استغلال الموارد بشكل سريع. حاليًا، تعتبر Minecraft ثاني أكثر الألعاب نشاطًا على موقع Speedrun.com، حيث تتصدر المحاولات لفئة Any% Glitchless، التي تتطلب إنهاء اللعبة دون استغلال الأخطاء التقنية.
الرقم القياسي العالمي
الرقم القياسي الحالي في فئة Any% Glitchless على نسخة Minecraft: Java Edition يحتفظ به اللاعب الأمريكي doogile، الذي أكمل اللعبة في زمن مذهل قدره 8 دقائق و43 ثانية و927 جزءًا من الثانية. حقق هذا الإنجاز في نوفمبر 2022، وهو دليل على المهارات الاستثنائية والتخطيط الدقيق الذي يتطلبه التفوق في هذه اللعبة.
Minecraft ونجاح الـSpeedrunning
رغم أن اللعبة تعتمد بشكل كبير على العشوائية، إلا أن مجتمع الـSpeedrunning أظهر أن المهارة، والمعرفة، والتحسين المستمر يمكنها التغلب على حتى أصعب التحديات. بالنسبة لهؤلاء اللاعبين، لا تُعد Minecraft مجرد لعبة بناء واستكشاف، بل هي تحدٍ يدفع حدود الأداء والإبداع إلى أقصاها.
Mario Kart 64:

الكلاسيكية التي تحدت الزمن والمهارات تُعتبر Mario Kart 64 من الألعاب التي تركت بصمة عميقة في ذاكرة جيل معين من اللاعبين. بجانب كونها واحدة من أكثر الإصدارات تأثيرًا في سلسلة Mario Kart، فإنها استمرت كمنصة مفضلة للـspeedrunning على مر السنين، مع تحقيق أرقام قياسية مذهلة.
تحديات Mario Kart 64
رغم الشعبية الكبيرة، واجه اللاعبون تحديات في التحكم والذكاء الاصطناعي، مثل:
- عدم وجود آلية smart-steering: التي أصبحت ميزة أساسية في الإصدارات الحديثة لتسهيل اللعب.
- الشريط المطاطي (rubberbanding): الذي يجعل الذكاء الاصطناعي يعود سريعًا إلى السباق، مما يزيد من صعوبة الفوز.
- التوجيه الصعب: الذي جعل بعض اللاعبين يكافحون لإتقان التحكم في الشخصيات والسيارات.
Speedrunning وMario Kart 64
لم تمنع هذه التحديات مجتمع اللاعبين المحترفين من السعي إلى كسر الحدود الزمنية في اللعبة. باستخدام استراتيجيات متطورة، وطرق اختصارات تعتمد على استغلال الثغرات، حقق اللاعبون إنجازات مذهلة.
الأرقام القياسية البارزة
الرقم القياسي العالمي (باستخدام الاختصارات):
- 8 دقائق و3 ثوانٍ و46 جزءًا من الثانية.
الرقم القياسي لفئة “بدون اختصارات”:
- 42 دقيقة و22 ثانية و28 جزءًا من الثانية.
إنجازات مسارات فردية:
- Luigi Raceway: ثلاث لفات في 11.62 ثانية.
- Choco Mountain: إنهاء المسار في 14.38 ثانية.
- Wario Stadium: إنهاء المسار في 12.08 ثانية.
- D.K.’s Jungle Parkway: إنهاء المسار في 17.17 ثانية.
Mario Kart 64: رحلة بين المهارة والحنين
استمرار تحقيق الأرقام القياسية في Mario Kart 64 يظهر أن اللعبة ليست مجرد تجربة ممتعة بل أيضًا تحدٍ ملهم للاعبين المحترفين. سواء باستخدام الاختصارات أو الاعتماد على المهارات البحتة، تظل اللعبة رمزًا للتنافسية والإنجازات في عالم الألعاب.